الأربعاء 25 ديسمبر 2024

عزلاء أمام سطوة ماله لمريم غريب

انت في الصفحة 3 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

يا حبيبتي تنازل عن حصتك في الشركة اللي اسهها لينا ابويا و ابوكي كهدية بمناسبة جوازنا و معاهم كمان ورق تنازل عن كل حقوقك في الجوازة دي رغم إني صرفت علي الفرح الملوكي بتاعنا ده ملايين بس مش مشكلة ربنا يعوض عليا خيرها في غيرها
إيه اللي بتقوله ده هتفت بإستنكار و أكملت 
مستحيل أعمل إللي بتقول عليه ده إنت إتجننت أنا هتنازلك عن حقوقي بس لكن حصتي في الشركة مش No Way طبعا مش هسمحلك تقرب منها
عثمان بضحك ساخر 
مش بمزاجك يا قطة ڠصب عنك هتتفذي كل إللي أنا عايزه
ردت بتهكم 
طب لو مانفذتش كل إللي أنت عايزه يعني هتعمل إيه 
أجابها ببساطة 
ولا حاجة هاخد بس الفيلم الجميل ده و هنشره في كل حتة و بدل ما تفضل موهبتك الفذة دي مدفونة كده هطلعها أنا للناس ينبهروا بيها و أوعدك بكره الصبح هتكوني أشهر من سكارليت چوهانسون
و عاد للضحك من جديد لترمقه بنظرات محتقنة و تقول 
إنت فاكر إنك بكده بتلوي دراعي بابي مش هيسيبك يا عثمان
إبتسم و أفحمها بشتيمة قڈرة جحظت لها عيناها من الصدمة ثم عاد لسلوكه الأرعن و قال بحدة و هو يلقي بالأوراق في وجهها 
يلا ياختي إمضي مابحبش أعيد كلامي مرتين
نظرت إليه پحقد شديد و إنصاعت لأمره مرغمة
أخذت الأوراق من يده و ناولها قلم بدوره 
و بعد دقيقة واحدة كانت قد إنتهت فإسترد أوراقه منها و بادلها نظرة البغض المنبعثة من عينيها بإبتسامة مستفزة 
ثم إنتصب بقامته الفارعة أمامها و قال بنعومة 
دلوقتي بس يا بيبي اقدر أقولك إنتي طالق طالق طالق !
منذ فترة طويلة لم تعد سمر بحاجة لساعة التنبيه التي إعتادت أن تقوم بمهمة إيقاظها في كل صباح إذ إن صړاخ ملك شقيقتها الصغيرة ذات العشرة أشهر كان بمثابة تنبيه ذا تآثير أقوي 
و ها هي تنتفض من غفوتها العميقة عندما بدأت الصغيرة بالبكاء قامت من سريرها و هي تفرك عينيها بقبضتها و هرولت إلي شقيقتها و هي تتخبط في كل قطعة أثاث تقابلها
إنحنت صوب سريرها الصغير لتسكتها بسرعة لئلا يعلو صړاخها أكثر و تزعج الجيران كانت تعاني منذ شهران و حتي الآن آلام و تقلصات في معدتها لا تستطيع التعبير عنعا إلا بالصړاخ و خاصة في الليل
حملت سمر الطفلة و راحت تهدهدها و تؤرجحها و تغني لها بعذوبة و تدريجيا هدأت ملك و عادت إلي النوم بين ذراعي أختها الكبيرة
وضعتها سمر في فراشها ثانية و بحرص شديد بسطت فوق الصغير غطائها الناعم
مسحت علي شعرها البندقي الأملس بحنو ثم إستدارت خارجا متجهة إلي دورة المياه 
أدت روتينها اليومي غسلت وجهها و نظفت أسنانها ثم صنعت فنجانا من الشاي و عادت به إلي غرفتها
جلست علي الكرسي أمام الطاولة و راحت تقوم بحسابات 
المصاريف المتوجبة عليها لهذا الإسبوع و خرجت بنتيجة صعبة جدا
إذ أن عليها تخفيف مصاريفها إلي أدني درجة لتتمكن من دفع أجرة الشقة التي تآويها هي و شقيقها الشاب و شقيقتها الصغيرة 
و لكن ماذا عن الطعام و الشراب ألن يآكلوا لأجل توفير المال 
إن ملك بمفردها يوميا تحتاج إلي ميزانية خاصة النقود كلها تكاد تكفي اللبن المجفف و الحفاضات و الآدوية الخاصة بها من أين ستسد باقي الحاجيات 
أحست سمر بقنوط و يأس شديد و فجأة تذكرت والديها فقط لو كانا هنا معها الآن لما كانت غارقة حتي أذنيها بمستنقع الهموم هذا
و لكن شاء القدر أن معا في حاډث سيارة قبل ثمانية أسابيع و هما في طريقهما لعيادة طبيب الأطفال المشرف علي علاج ملك التي ولدت بداء الصفراء و لحسن حظ الصغيرة كانت هي الناجية الوحيدة من بين جميع ركاب الحافلة إذ لم يصيبها خدش واحد !
لم تسنح ل سمر أو لشقيقها فرصة الحداد و الحزن علي والديهما فقد كانت ملك بحاجة للإهتمام في كل لحظة 
أفاقت سمر من شرودها علي صوت أنين ملك الذي ينذر بنوبة صړاخ حادة فأسرعت سمر إليها و أخذتها بين ذراعيها مرة أخري و ظلت تمشي و تجوب بها أرجاء الشقة كلها حتي نامت مجددا 
سمعت طرقا علي باب الشقة فذهبت لتفتح
أمام العتبة وقف صاحب البناية محتقن الوجه 
فتلعثمت سمر و قالت في حيرة و

انت في الصفحة 3 من 33 صفحات